الجمعة، ١٧ أغسطس ٢٠١٢

"ساعي المشير" في حوار خاص عن كواليس حياة طنطاوي أثناء الثورة


"ساعي المشير" في حوار خاص عن كواليس حياة طنطاوي أثناء الثورة
حوار- حسن القباني :
-مبارك طلب من المشير تحرك الجيش ضد المتظاهرين لكنه رفض

-المشير طبطب علي كتف العادلي بعد كسر سيارته والقاعة 66 خزانة الاسرار


-طنطاوي متواضع وينفق بسخاء علي الجنود والفريق عنان جزار
-المشير والفريق تنافسا في شرب القهوة المظبوط ويمارسا الرياضة سويا
-شهدت مبارك وهو عامل انقلاب في الوزراة وصورته وهي تزال بعد خلعه!

عمرو مسعد حسن ، من ابناء الجيزة ، حاصل علي دبلوم سياحة وفنادق ، ساقه القدر الي مكتب المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام السابق للقوات المسلحة ، ليقضي خدمته العسكرية ، هناك ، في اشد الاوقات صعوبة ، وتغيرات ، وتحديدا اثناء ثورة 25 يناير 2011.

 دخل القوات المسلحة في عام 2009 ، وخرج في 1 يونيو 2011 ، بعد انتصار الثورة الاول بتنحي الرئيس المخلوع عن مقاليد الحكم ، ما جعله قريبا من المشهد ، يري بعين البسطاء ما لا يراه المحللون والخبراء ، بحكم عمله في بوفيه المشير ، موقع الدولة اقترب منه ، وحرص علي يرصد برؤيته هو ، للأحداث ، وكيف سارت في هذه الظروف ، كشاهد عيان ، علي كواليس قيادة القوات المسلحة اثناء الثورة .
 يقول : كنت في مكتب المشير .. اعمل بالبوفيه ، وكان العميد مجدي انور السكرتير الخاص للمشير وقتها ، وكنت اقدم له ما يطلبه من مشروبات او وجبات .
 ويشير مسعد الي انه منذ انطلاق شراراة الثورة ، كان المشير حريص علي عدم مغادرة مكتبه ، وانقلب الحال في الوزراة تماما حيث شهدت العديدة من المؤتمرات الخاصة بالثورة .
يؤكد مسعد أنه كباقي زملائه كان لايعرفون ما يدور في اللقاءات المغلقة ، الا انه كان يتابع نتائجه علي وجه المشير طنطاوي او الفريق سامي عنان ،  
ويوضح ان المؤتمرات كان دائما تنعقد في قاعة 66 بالوزراة ، تحت الارض ، وشارك فيها رئيس الوزراء الاسبق احمد شفيق ، واللواء الراحل عمرسليمان ، والرئيس المخلوع حسني مبارك الذي جاء اليها 3 مرات مع ابنه جمال ، وحبيب العادلي وزير الداخلية المسجون .
 وكشف مسعد عن انه حضر محادثة بين الرئيس المخلوع ، والمشير محمد حسين طنطاوي ، اثناء تقديم بعض المشروبات ، طالب فيها مبارك ، المشير ، بتكرار تجربة الشرطة في ضرب المتظاهرين ، حيث قال للمشير : عاوزين نعمل زي الشرطة ونضرب الناس اللي في التحرير علشان يمشوا ، فيما رفض المشير وقال له : لأ ، الجيش المصري ما بيضربش مصري ، مسعد أضاف أن مبارك كان يستشعر في هذا الوقت انه له كلمة ولذلك كان يتحدث امام الجنود ، وكأنه أمر طبيعيي.

ويشير الي ان المشير كان احيانا يريد ان يخرج لوحده ، وهو ما تكرر مرتين بوضوح أمامه ، الاولي عندما المشير نزل الميدان ، يرافقه العميد مجدي انور والصول شكري حرسه الخاص، والثانية عندما كان هناك بعض المتظاهرين امام الوزارة ، واصر علي الخروج بمفرده دون حراسة لمقابلتهم ومشاهدة الامور بنفسخ ، ونهر حراسه عندما لحقوه . .
واوضح أن المشروب المفضل للمشير كان الينسون والمياه الصودا والقهوة المظبوط التي يقول عنها انه شربها في هذا الوقت بغزراة ،أما الفريق عنان كان يستحي دائما ينسون بعسل ابيض وشاي اخضر وقهوة مظبوط.
واشار الي ان المشير والفريق كان يمارسان الرياضة يوميا ، سويا ، عن طريق لف التراك ، وان المشير كان هادئا ولم يتغير اسلوبه خلال ايام الثورة علي عكس الفريق سامي عنان الذي كان يتغير مزاجه بين الحين والاخر .

 واشار مسعد الي احد المواقف الغريبة التي حدثت ايام الثورة ، حينما جاء حبيب العادلي وسيارته كان زجاجها مكسورا بسبب قذف الحجارة عليها ، حيث طبطب المشير علي كتف العادلي ولكن لا احد يعرف سبب الطبطبة .

ويقول مسعد : كان المشير متواضع مع الجميع ، أما الفريق كان جزار يعطي جزاءات دائما .. ويخاف منه العساكر حتي انهم كان يخافون الذهاب الي مسجد الوزراة وقت الجمعة بسبب وجوده .

 كشف مسعد ان المشير بعد تنحي مبارك اشار للرائد صلاح قائد الامن بيده لرفع صورة مبارك من كل انحاء الوزارة ، وتم ازالتها ، فورا ، مضيفا ان الموجودين استغربوا من تغير الحال خاصة ان مجي مبارك للوزارة في السابق كان يقلبها رأسا.

 واشار الي ان المشير كان ايام الثورة ينفق بسخاء علي الجيش ، مضيفا : كان في عز في الايام ده ولكن مش عارف بتوصل بره ولا لأ ، وختم حديثه مؤكدا انه ليس مع الدعوات التي تطالب بمحاكمة المشير ، وانه يميل الي تكريمه كما فعل الرئيس ، قائلا : انا مش عارف هو عاوزين يحكومه ليه .