أعدت وزارة الزراعة خطة عاجلة لمساعدة دول حوض النيل في التخلص من "ورد النيل"، والذي ينتشر في العديد من روافد النهر في دول أعالي النيل، بالإضافة إلي تهديده للمجري الرئيسي للنهر في الهضبة الاستوائية، والبحيرات الاستوائية مثل بحيرات فيكتوريا والبرت، بالإضافة إلي تسببه في التأثير سلبيا علي منظومة الكباري علي النيل بمختلف المحافظات.
وأكدت الوزارة أن المشروع سيتم تعميمه من خلال المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل بالتنسيق مع وزارة الخارجية ، وقامت وزارة الزراعة بزيارة رسمية للسودان لإعداد مقترح مشروع يتم تطبيق في السودان لمكافحة ورد النيل "بيولوجيا" ، بينما أكدت مصادر رسمية بوزارة الزراعة أن تنفيذ المشروع بالسودان يوفر من 4 – 6 مليارات من المياه ، ليصل إجمالي كميات المياه التي سيتم توفيرها في حالة تنفيذه في مصر والسودان إلى 9 مليار متر مكعب من المياه سنويا.
وقال الدكتور يحيي حسن فايد مدير مشروع المكافحة البيولوجية بمركز البحوث الزراعية إنه تم الانتهاء من تطهير مساحة تصل إلى 80 % من ورد النيل المنتشر في بحيرات المنزلة والبرلس وادكو ومريوط، مشيرا إلى أن إجمالي مساحات ورد النيل التي تغطي المجاري المائية ونهر النيل والترع والمصارف الزراعية تصل إلى 200 ألف فدان، تستنزف 2.9 مليار متر مكعب من المياه، بينما يصل إجمالي ما تفقده مصر من مياه بسبب ورد النيل نحو 3 ملايين متر مكعب من المياه يوميا ، بينما تصل كمية المياه التي يستهلكها النبات الواحد يوميا لتر ماء يوميا.
وأضاف فايد أن خطورة ورد النيل أنه يتكاثر يوميا بمعدل يصل إلى أنه يمكن للنبات الواحد أن يغطي مساحة نصف كم2 خلال 75 يوما، تحت الظروف المصرية؛ لأنه يتكاثر خضريا، مشيرا إلى أن هذه المشكلات "الخطيرة" ساهمت في إسراع الدولة بتنفيذ مشروع مصري للقضاء علي ورد النيل بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي دون اللجوء لاستخدام المبيدات في أعمال المكافحة، أو عدم اللجوء للمكافحة الميكانيكية للنباتات في مختلف المناطق.
وأوضح أن المكافحة تمت من خلال استيراد حشرات تسمي "نيوكيتينيا ايكورني" تقوم مهمتها علي القضاء علي جذور النبات بالتغذية عليها بدلا من تكاثرها خضريا ، وتم استيرادها من الولايات المتحدة الامريكية لإستخدامها في مكافحة ورد النيل تمهيدا للإنتهاء من التخلص منه العام المقبل.
وشدد فايد علي أن المشروع يستهدف إعادة التوازن الطبيعي بين النبات والحشرة ن موضحا أنه تم إستيراد 3004 حشرة من ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الامريكية ، وتم فحصها للتأكد من خلوها من أي أمراض حشرية ، وتم إكثارها معمليا إلي ملايين الحشرات ، حيث تم إطلاقها في البداية في بحيرتي أدكو ومريوط، مشيرا إلى أن صور الأقمار الصناعية لمتابعة نشاط هذه الحشرات أكد قيامها بتخفيض نسبة تواجد ورد النيل في مختلف المناطق البحرية إلى أقل من 20 %.
وأشار إلى أن القضاء على ورد النيل يساهم في تسهيل حركة النقل النهري وعدم حدوث "تحرك" للكباري على النيل مقارنة بما حدث في أحد الكباري في دولة اوغندا، بالاضافة إلى دور المكافحة في التخلص من أمراض الملاريا والبلهارسيا حيث أنه يعمل كـ"عائل وسيط" للمرضين.
